الخيانة

هل جربت يوما ان تفكر فى معنى هذه الكلمة او فكرت فى اثارها او فيما تفعله فيمن يتعرض لها؟
قد يظن احكم أنها مجرد كلمة من سبعة احرف ولكنه يتناسى ان هذه الكلمة قد تغير حياة احدنا
وتحيله من النقيض الى النقيض بل وقد تجعل حياته نوعا من الجحيم الذى لايطيق له صبرا بل قد يتمنى الموت بعد ان يتعرض لها وقد لا يصبر على قضاء الله ويعجل بنهايته وينتحر.
ولا يتعجب احد مما اقول فهى الحقيقة لان الانسان اذا احب او وثق فى شخص ما فانه يعطيه عمره وروحه وقلبه وكل ما يملك فاذا به يفاجأ بان كل هذا وكل ما اعطى بلا قيمة عند من خانه فهل هناك اقسى على النفس من ان تحس انك شخص رخيص بلا اي قيمة لقد اعطيت كل ما تملك ولكن بلا ثمن فانت بلا ثمن.
والخيانة تكون شديدة القسوة اذا ما وقعت بين حبيبين فالحب يوحد ببن الاشخاص وبين روحين بحيث تصبحان روحا واحدة فكيف تكون الطعنة من نفسك؟ كيف يسقط الحب تحت اقدام الخيانة صريعا جثة هامدة بلا حراك.
قطعا تكون الصدمة مروعة ولعلى لا ابالغ اذا قلت انها تمر بعدة مراحل بداية من مرحلة الذهول وكأن احدهم ضربك على راسك بشىء ثقيل ثم مرحلة عدم التصديق وكانك ترى الغول او العنقاء ثم المرحلة الاخيرة والتى تظهر مدى حبك لحبيبك الذى غدر بك وهى مرحلة البحث له عن اعذار لتبرير ما فعله .
ولكن هيهات فبمجرد ان يستقر الامر ويصبح واقعا يضحى الجرح بلا قرار وكانه ممتد لاعماق الارض
فيصبح كبركان يصب حممه بداخلك ويكوى قلبك بنيرانه وكيف النجاة منه وهو بداخلك.
وتصبح انت والدمع رفيقان وصنوان لا تفترقان.
فينزف القلب نزفا لا صوت له لان لا احدا يراه ولا يحس به غيرك ولا احد ليواسيك لانك لن تستطيع ان تبوح بجرحك ونزفك لاحد .
ولعلى لا اكون مخطئا اذا وصفت الخيانة بالجريمة فالخائن هنا كمن قتل اومن سرق او خان الامانة
صحيح ان جريمتك لا يجرمها القانون لكنها من حيث الاثر كاثر جريمة من قتل او سرق فهى تميت قلبا وتميت روحا وتسرق منهما اعز ما يملكان وهي الفرحة والاحاسيس والمشاعر فيا لها من جريمة فانت تغير حياة انسان من النقيض الى النقيض من محب سعيد الى بائس تعيس لا هم له غير البحث عن دواء يشفى قلبه الحزين وجرحه المكين ولكن هيهات ان يلاقى هذا الدواء.
فهو لن يجد فى كل بلاد العالم او على وجه البسيطة من يستطيع ان يداويه فجرح القلب لا يندمل ولا يشفى ويظل مهما طال الزمن بلا شفاء.